الثلاثاء، 16 نوفمبر 2021

العقل الفارغ ودوامة الأفكار


❞ حين تسمح للفراغ بأن يقبع في عقلك..
تتسرب الأفكار الرديئة من كل صوب لتسد مواقعه.  
                                                                                                          دان عصام.

استرجع معي بعض الأوقات التي جلست فيها على الأريكة، أو على سريرك، تتخبط الأفكار السيئة والظنون السامة داخل رأسك، ليصل الألم بعد ذلك إلى قلبك من شدة التفكير وبغضه، إذًا.. كم مرة حصل معك هذا؟ وأنا أراهنك على أنه في كل مرة مررت فيها بهذا الأمر أنك كنت تواجه فراغًا عقيمًا.

دوامة الأفكار السيئة تراودنا فقط إذا سمحنا لـ " الشيطان " بأن يجالسنا، ويكون ذلك حين نكون فارغين عمليًّا وذهنيًّا، أو حين نكون مشغولين فقط بتفاهات الأمور؛ فإن تفكيرنا يقودنا إلى التفاهة كذلك، حيت تقتصر حياتنا على: الزيارات، اللعب، الأصدقاء، وسائل التواصل الاجتماعي، المكالمات والمحادثات، المقابلات والخرجات.. ستغدو أفكارنا تافهة بتفاهة حياتنا! وسنسمح لعقلنا أن يدمرنا عاطفيًّا وجسديًّا.

وجّه حياتك توجيهًا صحيحًا.. اقتل الفراغ باستغلال عمرك قبل أن تودّعه.. حياة الانجاز والعمل وتحقيق الأهداف ليست هي الحياة الصحيحة فقط؛ بس السعيدة أيضًا! أعرف الكثيرين ممن يجد في الفراغ منطقة لراحته، لكنه يجهل كم يدمّر حاله نفسيًّا، وكم ستقوده هذه الحياة الفارغة إلى ما لا تُحمد عقباه.. ستقتله الأفكار السيئة التي ستتزاحم مسببة فوضى عارمة داخله، سيحلّل المواقف وسيظن بهذه وذاك الظنون المؤلمة، سيتعلق بأشخاص، نعم! سيتعلق بأشخاص وتفاصيل بحيث لو تغير أحدهما سيكون هذا كفيلًا بكسر قلبه الهش، الذي بناه على الأساس الخاطئ؛ بسبب الخواء والفراغ.

❞ تبدأ الحياة في نهاية منطقة راحتك. 
                                     نيل دونالد وولش. 

 

أنقذ نفسك، أنقذ قلبك، وإن كنت مررت بمواقف مشابهة ولامسك المقال فلا تحزن على ما فات، نعيش لنتعلم، ونتعلم لنتحسّن، وما دمت تقرأ هذا الآن فأنت لا زلت حيًّا! إذًا لم يفت الأوان لتجعل حياتك أفضل.

قم واكتب حياتك ومستقبلك.. انهض واعقد العزم وخطّط ونفّذ واعمل، احم قلبك من أن يكون هشًّا.

الأربعاء، 3 نوفمبر 2021

أحزان صغيرة

جلستُ بجوارِ المِدفأة ثانيًا قدمَيّ مستندًا بذقني ويدَيّ علي ركبَتَيّ.. أراقب اشتعال النار واستمع مبتئسًا إلى احتراق لهيبها.

كنت قد أتيت لتوِّي من صالة استقبال الضيوف الأساسية.. لم أود أن يرى بقية أولاد أعمامي الحزن بعينيّ، ولا أن يهزأوا بي قائلين: إنك فتًى مدلّل! فأبكي أمامهم دون اختيار.

كنت أظن أن جدتي تفضلني وحدي.

أخذت ألتقط أي جُسَيِّمٍ صغيرٍ من على السجادة ( بقايا انشقاق ورق، حطب متناثر، شعر الخ.. ) وأرميه في النار المشتعلة..

كانت ليلة العيد باردة.. وكانت جدتي في كل عيد تحتضنني إلى صدرها وتقول: أنت حفيدي المفضل.. ظننت أن تلك الكلمة تخصني وحدي، وكنت أشعر بأنني المميز لديها دائمًا؛ حتى ظهر أنها قالت ذات الجملة لأليكسا وكيت وتوماس و... الجميع أعتقد!

حتى إنني من شدة حزني لم أتناول كعك العيد المُشكَّل الطّري.. ولم أشرب الشوكولاتة الساخنة.

وأظن أن صفحة مذكراتي الخاصة بالعيد لعامي التاسع ستبقى فارغة..

أو ربما سأكتب فيها: " كنت حزينًا فقط؛ من خيبتي الأولى ".

الخميس، 21 أكتوبر 2021

صفحات الصباح ♡


وأخيرًا حلَّت الصباحات الباردة.. ذات الروائح الطيِّبة والنسمات المنعشة!
وبما أنني جالسة الآن في حديقة منزلنا الصغيرة.. تداعبني نسمات خفيفة وتنعشني زقزقة العصافير الصغيرة.. فإن مزاجي عالٍ لأحدثكم عن موضوعٍ جدُّ مفيد.
وعن صفحات الصباح سأتكلم.. فما هي صفحات الصباح؟

صفحات الصباح هي عبارة عن صفحتين أو ثلاثة تكتبها حين تستيقظ صباحًا.. مفتوحة المواضيع واسعة الآفاق تكتب فيها كل ما يجول في ذهنك.. وكأنك تفرّغ الماء من زجاجة حتى آخر قطرة!

كنت سابقًا - متأثرةً بأفلام الكرتون - أكتب مذكراتي ليلًا على إضاءة المصباح المجاور لسريري ثم أخلد إلى النوم، ولكنني كنت كثيرًا ما أُراكِم الأيام والذكريات لا أدوِّنُها بسبب نعاسي وتعبي في نهاية اليوم وخلودي سريعًا للنوم! فلم تكن تتوفر لي دائمًا الطاقة اللازمة للكتابة ليلًا؛ وخاصة في الآيام المليئة بالأحداث والفعاليات، ولكنني منذ أن بدأت بكتابة صفحات الصباح، أدركت أن هذه هي الطريقة الصحيحة لحفظ الذكريات والتعبير عن المشاعر.

أستيقظ الساعة السادسة فجرًا، أصلي الفجر وأحفظ القرآن ثم أخرج مفعمةً بالحيوية إلى حديقة المنزل ومعي كأسٌ من الماء الدافئ ودفترٌ ذو غلافٍ لطيف - اشتريته وخصصته لصفحات الصباح - وقلمٌ خاص بلونٍ أحبه.. أجلس وأشرَعُ بكتابة التاريخ واليوم ثم أسرد كل ما يجول في خاطري دون استثناء! أحداث الأمس.. أفكار أو حوارات داخلية.. "وصفات فطور" جربتها.. أو حتى تعليق على كتاب قرأته.. وربما فضفضة لما يضايقني أو يزعجني، لا يوجد حدٌّ لما أكتبه أبدًا.. وحقًّا؛ وجدت هذه الطريقة كالسحر! أوَّلًا لتثبيت كل أحداث الأمس بذهنٍ حاضرٍ صافٍ، ثم لتسجيل الأفكار والآراء والقناعات ( للرجوع إليها ومقارنة نفسي بها في المستقبل والاستفادة من خبراتي الخ.. )، وثالثًا للاستشفاء.. فكلُّ ما تفرغه على الورق سيبدأ بالانكماش بداخلك ثم بحكمتك الخفية - المهداة من الله - ستُلهَم بحلٍّ للموضوع وأنت تكتب، أو على الأقل ستعرف كيف يجب عليك أن تتعامل معه، أن تُحدِّث نفسك على الورق، يشبه كثيرًا أن تتحدث مع حكيم أو " طبيب نفسي "، جرّب وسترى!

دائمًا إذا كتبت عن عُقدة أو مشكلة أو تحدثت عنها؛ تنفرج ولو قليلًا.. وعن تجربة، اكتشفت أن الاعتراف بوجود المشكلة يشبه المشي نصف المسافة باتجاه الحل.
مقتبس من مدونة: قصاصات.

حين أستيقظ نشيطة فجرًا، تكون جميع الأفكار وأحداث الأمس حاضرة بذهني، وأكون متحمسة لتثبيتها؛ فأنا من الأشخاص الذين يقدسون الاحتفاظ بالذكريات وتدوينها ولديّ دفاتر مذكرات كثيرة مصحوبة بالصور! فأجلس كما ذكرت للكتابة حوالي النصف ساعة إلى 40 دقيقة أملأ صفحتين - طويلتين - وأحيانًا لا أشبع!

أستطيع بعد ذلك أن أستكمل يومي بكل خفة وراحة وصفاء نفس.. لا يكون قد بقي في صدري ضيق ولا كره لأحد، أو على الأقل يقل بنسبة 70% أو أكثر! صفحات الصباح سحر، بلسم، راحة، وحكمة.. تفكُّ العُقَدَ الكامنة بداخلك وتلملم شتات أفكارك.. وتعكس - كمرآة -لما بداخلك حتى تفهم نفسك وما حولك! هي أفضل شيء تبدأ به يومك بعد الصلاة وقراءة القرآن - التي هي بحد ذاتها سعادة -، أنصحك أن تبدأ بها منذ أن تقرأ هذه التدوينة، واسأل مجرّب ولا تسأل طبيب.

الجمعة، 15 أكتوبر 2021

هل تشعر بأن روحك ثقيلة؟

هناك ما يُسمى بالأمل..

الأمل، هو أن يكون منظورك للأمام مشرقًا.. الأمل ليس بخاطرٍ كاذب.. بل هو صادق كل الصدق، فلا يدوم لأحد على هذه الأرض حال، وكل مر سيمر.

يواسينا الأمل حين نكون واثقين كل الثقة بأن فرج الله قادم لا محالة، وبأن ظلام أيامنا سينجلي، ثم يُكشف الستار عن عوضٍ عظيمٍ لم نتخيل حتى حدوثه!

ثم لمَ اليأس؟ وأمامنا السعادة الأبدية، والراحة الغير منتهية، عالم تجد فيه كل ما تشتهي ولا تراودك فيه أدنى ذرة من حزن! عالم الأحلام الذي لا فيه عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر، أنت مسلم توحِّد الله؟ إذًا أنت في الجنة، اطرد الدنيا - القصيرة التي لن تظن أنك مكثت فيها غير ساعة يوم الحساب - عن قلبك وقم فاعمل لنفسك!

روحك الآن تحيا فلا تدع الألم يُنسيك هذا، يكفي أنك تعيش الآن ولست مكبَّلًا في قبرك تتحسر على ما ضيَّعت من عمرك! اعمل لدنياك واترك أثرًا لا يزول بزوالك، اعمل لكي تتفاوج عليك السعادة والبركات في وحدة قبرك! اعمل - طالما أنت واثق من قدوم ذلك اليوم -لأُنسك، فرصتك هنا الآن لا تضيعها؛ لأنك لن تعود.

كلُّ فردٍ أعطاه الله طاقات تختلف عن غيره، أنت لست محدودًا بعملٍ معيّن تقوم به، بل وسِّع الله لك الأرض بكل ما فيها، انظر فقط أين تستطيع أن تَبرُعَ لتترُك الأثر!

الأمل.. عبقٌ ينتشر في داخلك، يُرسل ذرّاتٍ من الأمان بالله وسعادة الحلم الجميل المُنتَظَر والرغبة في المُضِيّ وعدم التوقف، لأن الدنيا لا تتوقف على حدٍّ الا بـ "الموت" وكل ما دون ذلك - من ألم وفقد وضيق وحسرة - مصيره الزوال، وسيبدِّل الله محله السرور وأيامًا من حبُور والجزاء والأجر العظيم للصبور.

عش بالأمل.. بالإيمان بأن يومًا قريبًا قد خبَّأ الله لك فيه شيئًا لم تتوقعه، وبأن لطف الله ورحمته ستُهديك العِوَضَ الجميل، واشكر من الآن! لأن القادم أجمل لا محالة.. وامضِ وأكمل العمل، وأنت تنتظر الآتي بكل شوق.


الأحد، 22 أغسطس 2021

كيف تنشئ تفاصيل صغيرة سعيدة في يومك؟


الحياة السعيدة لا تتطلب التعقيد.. بإمكانك يا صديقي أن تضيف لمساتٍ صغيرة ليومك حتى تشعر بتلك النشوة من السعادة! حتى إن بعض الأمور البسيطة إن أضفتها إلى روتين يومك فستجعلك تستيقظ باكرًا ناهضًا من فراشك بحماسة.
وسأدرج لك هنا بعضًا منها، تستطيع أن تبدأ بإحداها حالًا - ما يعدك بأنه سيغير مزاجك للأفضل - أو أن تضمِّنها في جدولك وتبدأ ممارستها في أقرب وقت.

1) اطبع تدوينات منعشة واقرأ منها كل صباح:
تكون التدوينات عادة محتوية على صور ما يجعل قراءتها مفتتحًا يومك بها ممتعًا ومنعشًا أكثر من الكتب الخالية من الصور، تستطيع طباعة تدوينات عربية أو إنجليزية اختر ما تُفضِّل، وفي جانب مدونتي الأيسر هنا تجد أمثلى لمدونات أحبها.

2) إبدأ صباحك بكوب قهوة أو شاي بنكهتك المفضلة مع كتاب خفيف بسيط مفيد.

3) املأ حوض الاستحمام بالماء الدافئ واسترخي:
أضئ شموعًا وصفّي ذهنك بالتأمل، أو اقرأ في كتاب محمّل على جهاز ضد الماء.

4) مشاهدة أفلام الكرتون القديمة:
جرّب أثناء تناولك لوجبة الإفطار أن تشاهد حلقة من أحد أفلام الكرتون القديمة لتعيد لك ذكريات الطفولة، مدينة النخيل، وادي الأمان، أنا وأخي، غيمة، بينك باثر الخ..

5) ترتيب السرير فور الاستيقاظ وتمشيط الشعر وترتيب الحواجب وتفريش الأسنان:
كلها تفاصيل جمالية بسيطة؛ إلا أن استفتاح يومك بالترتيب والنظافة سيمدك بالطاقة والثقة لتشرع بالإنجاز مستعدًّا.

6) حضِّر To do list مبكّرًا:
في مساء اليوم السابق أو في صباح اليوم دوّن ما تريد فعله في قائمة ( To do )، اصنع لستة لطيفة أو استعن بـ Pinterest في اختيار واحدة، سوف يختصر عليك التخطيط المسبق الكثير من الوقت الضائع، وسيكون شعورك بالانجاز عاليًا جدًّا حين تضح علامة ✔ أمام الهدف المصغر.


7) اصنع طبقًا صحيًّا بلمساتك الخاصة:
اقطف النعناع من حديقة منزلك واصنع منه شرابًا دافئًا، أو اقطف أي ثمرٍ نابتٍ وأضفه إلى سلطة أو طبق مفيد تصنعه، هذه اللمسات الصغيرة ستجعل من طبقك العادي طبقًا سحريًّا تعتز بتناوله!

8) اصنع ظروفًا صغيرة للصدقة:
ارسم عليها ابتسامة أو أكتب عليها كلمة طيبة ( دون ذكر اسم الله لأنها قد تُلقى )، ضع فيها أي مبلغ وتذكر أن الله سيضاعفه لك بالمال والأجر، أعطه لعامل نظافة أو عامل بناء أو أي فقير تمر عليه في الشارع أو في عملك، وصدّقني ستجد سعادة وانشراحًا في صدرك لم تجد لها مثيلًا قط، وأحب الأعمال إلى الله سرورٌ تدخله على مسلم.

9) تعلم حركة رياضية أو تمددية " يوقا " جديدة:
لزيادة مرونة جسدك، وخفة حركته، وبالتالي زيادة الثقة في نفسك، والحفاظ على صحة جسمك من العلل.
اعتد كل فترة على تعلم حركة ( لياقة ) جديدة وأضفها لروتين يومك البسيط في الحركة.

10) ابدأ في انتاج قناة يوتيوب جديدة:
تكفيك حلقة أو حلقتين في الأسبوع لتحقق المتعة والإنجاز والربح مع الوقت! استفد من وقتك الحالي لتبدأ في قناتك، اختر المحتوى الذي تحب، الخيارات كثيرة ليس عليك إلا أن تبحث عن شغفك ثم تنتجه بطريقتك الخاصة في مقاطع يوتيوبية، الوقت من ذهب، وكلما استفدت من أيامك الحالية وبدأت كلما مرت عليك الشهور والسنون وأنت تتطور أكثر وتلقى مشاهدات أكثر وبالتالي ربحًا أكثر! وأجرًا اكثر بالطبع لو اخترت محتوًى دينيًّا أو مفيدًا نافعًا، وحذارِ أن تنشر ما فيه سيئات جارية لك تلحقك في قبرك.

11) افتتح يومك بالضحى خير فاتحة بعد الفجر، واختم يومك بالوتر خير خاتمة:
الضحى وما أدراك ما الضحى، سعادة الصباح وانشراحة الصدر ورحمة الرحمن المرسلة إلى قلوبنا، مسكينٌ من حرم نفسه منها!
ثم الوتر خيرُ ما تسلِّم به يومك وتختتم به ساعاتك قبل النوم، مع دعواتٍ تصل منك إلى رب السماء ثم توكل نفسك إلى الله وتنام بسلام ورضًا وهناء.

12) نظِّف هاتفك المحمول من الفيديوهات والصور والصوتيات والتطبيقات الزائدة:
ليس من الضروري أن تنظفه في يوم واحد؛ قسِّمه على أسبوع، صدِّقني ستتنفس أنت قبل أن يتنفس هاتفك! ستشعر بأن دماغك ترتب وأنك أنجزت إنجازًا عظيمًا، ثم احتفظ بالوسائط التي تحتاجها في ميموري كارد أو شريحة أو على الدرايف " السحابة ".

13) ابدأ بتعلم هواية جديدة ممتعة غير مكلفة:
مثلًا: تطريز كنفة، شطرنج ( أنت وصاحبك أو أخوك لزيادة المتعة بالمنافسة )، طبخ الموالح أو الحلويات ( يمكنك أن تشترك مع أحد المحلات التي تخصص رفوفًا للأسر المنتجة وتربح خلالها )، الجري، الرسم البسيط أو التلوين الخ..

14) التأمل والاسترخاء:
اجلس في مكان هادئ مع تشغيل إضاءة خفيفة واجلب ورقة وقلمًا، اجعلهم بجانبك لتكتب كل ما يجول في خاطرك من أفكار جديدة أو مشاريع أو خطط لأيامك القادمة أو أحداث ربّما لروايتك أو تصور جديد لشخصيتك أو ترتيب لعلاقاتك، كم نحتاج لوقت كهذا مع سرعة وتيرة الحياة وما حولنا.. نحتاج للتأمل والتفكير الهادئ وبعض السكينة.

15) اعتني بنبتة صغيرة لتكبر وتزهر:
اجلبها من السوق أو ازرع واحدة في البيت نعناع أو عدس ( كما كنا صغار ) أو فول أو تفاح الخ.. اعتني بها لتكبر وتنمو أمام عينيك، اسقها وعرِّضها للشمس وتأملها! النبات من الطبيعة والطبيعة جالبة للسعادة، مجرد رؤية أصيص النبتة يقبع على رف نافذتك سينشر فيك وفي غرفتك طاقة جميلة!

16) العب مع اخوتك الصغار:
الصغار من حولنا سعادة وطاقة في المنزل، لا تنتظرهم حتى يكبروا وتندم على فوات وقت اللعب والمرح معهم! ستستمتع أنت وهم فلا تبخل بساعة من يومك، العب معهم " سوني " بالأدوار من يخسر يعطي الآخر، أو من ألعاب الكمبيوتر ( ألعاب منتديات زمان مثل: ألعاب برق، ولد النار وبنت الماء، موقع my play city الخ.. )، أو ألعاب ورقية كالكوتشينة والأونو ونبات حيوان جماد الخ.. أو كيرم أو تنس أو الألعاب الشعبية القديمة كـ" الغمِّيضة " و" حبشة أو طيري " الخ.. شعور لطيف منعش ويسعد!

17) تعلم لغة جديدة رويدًا رويدًا:
استمتع بتعلم لغة جديدة بثقافتها وأهلها، شاهد أفلامًا وثائقية عن البلد وتراثهم، اعرف تفاصيل بلدهم وكن فضوليًّا! سيساعدك هذا على توسيع عقلك وثقافتك وعلى تقوية حب الاستطلاع في نفسك ثم على زيادة معدل ذكائك وبالطبع على تعلم لغتهم بسهولة أكبر! لا تعتمد في تعلمك على مصدر واحد أو طريقة واحدة، تعلم بالاستماع والقراءة والتحدث والمشاهدة والألعاب والألغاز ووو، ففي النهاية؛ رحلة التعلم شغف ومتعة!

18) اتصل بأحد أقاربك:
قد ستسثقل الاتصال في البداية، لكن صدقني سيرتفع هرمون السعادة عندك بعد المكالمة مباشرة! أنت بذلك حصلت على أجر صلة الرحم، ثم أسعدت المتصل عليه فستعود لك السعادة ضعفًا -من كرم الله سبحانه-، وأخيرًا سيرتفع قدرك عند من تذكرته وسألت عنه وسلّمت عليه واخترت وصله، وستصبح محبوبًا عنده!

19) اشرب البابونج أو الشاي المنكه أو الأخضر قبل النوم:
أعدّ لك مشروبًا دافئًا مع اختيار كتاب خفيف ( ديني أو رواية أو قصص مصورة الخ.. )، اختم يومك بهذا الطقس البسيط، ارتشف شايك واقرأ بضع صفحات، أو اكتب صفحة في دفتر مذكراتك، هذا الروتين الليلي سيجعلك تنام بشعور جيد! ولا تنسى أن تنوي الاستيقاظ لصلاة الفجر حتى تبدأ غدك بأفضل ما يكون، وهكذا.. ستنام بسلام وسكينة وهدوء. 

20) ابحث عن مسابقات مختلفة تشترك فيها:
هناك مراثونات للقراءة، ومسابقات ثقافية، ومسابقات في حفظ القرآن الكريم والسنة النبوية، ومسابقات للرسم، وللشطرنج، وللنصوص الأدبية الخ.. اختر مجالك الذي تحبه وأكسب نفسك مزيدًا من الخبرة والمرح و" الهدايا " بالتنافس مع أشخاص لهم نفس شغفك وهواياتك! ابحث دائمًا عن فرص جديدة والتحق بها واعرض مهاراتك ونمِّها.



أكتبوا لي في الأسفل بعض الأمور المفرحة التي تقومون بفعلها عادة ❀
وإذا أردتم جزءًا آخر من هذا الموضوع فأعلموني، شكرًا لقراءتكم! ♡


الاثنين، 9 أغسطس 2021

عامٌ جديد.. ( 1443 هـ )

طبت سهلًا أيها العام الجديد!

طويت ما قبلك من أفراح وأحزان فلن تحمل النفس منك إلا أجرها أو وزرها..

اعتدنا - أيام الدراسة - أن نهنئ بعضنا وتهنئنا " الأبلات " ونشعر بالسنة الجديدة فعلًا، فلا تبدأ أستاذة درسها في حصتها إلا وتهنئنا قبلها لتذكرنا بأنه عامٌ جديد راجيةً أنه سعيد مليء بالخير وتسدل علينا بعض النصائح العذبة من الدخول إليه بقوة وحماسة وترك الماضي واعتزام التغيير وو...

أما الآن فلا مدرسة - ولا حتى تهنئات - ونشعر بأن العام يأتي ويمضي مغفولًا عنه! لكن الجزء الجيد أنني هنا لآخذ دور " الأبلات " فأذكركم وأنصحكم 

وصلني اليوم دعاءٌ طيّبٌ أوصى به الرسول ﷺ صحابته الكرام، دعاءٌ سهلٌ لبداية صحيحة كفاتحة غنية بالنوايا الحسنة والتوكل على الله: 

كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ ، يَتَعَلَّمُونَ هَذَا الدُّعَاءَ كَمَا يَتَعَلَّمُونَ القُرآنَ إِذَا دَخَل الشَّهْرُ أَوِ السَّنَةُ: " اللَّهُمَّ أَدْخِلْهُ عَلَيْنَا بِالْأَمْنِ، وَالْإِيمَانِ، وَالسَّلَامَةِ، وَالْإِسْلَامِ، وَجوار مِنَ الشَّيْطَانِ، وَرِضْوَانٍ مِنَ الرَّحْمَنِ ".


نصائح خفيفة لاستقبال العام الجديد:

1) ادعُ بالدعاء السابق بقلبٍ حاضر واستغفر الله عن عامك الماضي، تب قولًا وفعلًا عن سيئات ارتكبتها تعتزم عدم تكرارها، وادع الله أن يسهل لك الطاعات ويبعدك عن طريق الشيطان.

2) اقرأ من القرآن وردًا وصلِّ الوتر لتكون بداية سنتك طيّبة، واعتزم الثبات ( الوتر ركعة خفيفة مريحة للقلب، اعتد أن تصليها بعد العشاء أو قبل نومك أو قبل الفجر ساعة نزول الرحمن، وادعُ بما شئت! لا تفوِّت هذه الراحة والسكينة لقلبك ).

3) هنئ من حولك وذكرهم بالعام الجديد لتجدد المشاعر في نفوسهم.

4) اكتب 3 أهداف كبيرة -كحد أدنى- تريد تحقيقها هذا العام، وضعها أمام ناظريك ( ورقة معلقة على حائط غرفتك، خلفية جوال، ورقة مثبتة على الثلاجة الخ... ) ليألفها عقلك، وابدأ منذ اليوم بتحقيقها بجعلها خطوات مقسّمة على الأيام فالأسابيع فالشهور حتى تجد نفسك في نهاية العام وقد حققتها بإذن الله! وتذكر: " قليلٌ دائم، خيرٌ من كثير منقطع ".

5) جدّد نية التغيير للأفضل، فكّر في أشياء تريد تحسينها أو إضافتها لحياتك: عادات، أساليب، أخلاق، أفعال.. والأفضل أن تسجلها على ورقة ملموسة لتتابع نفسك.. اجلس مع نفسك اليوم ولو لـ 30 دقيقة واكتب النسخة التي تريد أن تصبح عليها - حبذا لو بالتفصيل الممل - وأؤكد لك انها طريقة فعالة جدّا جربتها لنفسي ونجحت بحمد الله!


ختامًا..

أتمنى لكم جميعًا من كل قلبي عامًا سعيدًا طيبًا رضيًّا.. عامًا مليئًا بالإنجازات المثمرة والبقايا الطيبة والقرب من الرحمن 

ودمتم بخير وسلامة.











الجمعة، 4 يونيو 2021

ليلة حالمة في الفندق

 


بعد انقطاع ثلاث سنوات عن المدينة القريبة إلى قلبي " جدة " عدنا لزيارتها بكل شوق..

لا أدري لماذا أفضِّل جدة بالذات، فليس البحر هو السبب! ولكن ارتباط طفولتنا بها جعلنا نتعلق بها بشدة، لها شعور خاص دائمًا في قلبي.

عندما حل الليل وعند قرابة الساعة العاشرة مساءًا.. نزلت إلى المقهى السفلي الراقي وسط الفندق الذي يشكِّل حرف U.. كان الهواء لطيفًا إلا أنه تشوبه رطوبة جدة المعتادة التي لا بد منها! اخترت الجلوس في مكانٍ مميز بكراسٍ مرتفعة ومعي عدتي بالطبع: روايتي الحاليَّة، الكندل، التاب وحمالته، الدفتر، أقلام حبر جاف ملونة، أقلام تحديد ملونة، وهاتفي بالطبع.

طلبت قهوة باردة لأنعش جسدي.. وجدت طعمها لذيذًا جدًّا ويبدو أنني سأعتمد شربها في كل مكان، اسمها " آيس سولتد كراميل "، منعشة كريمية حالية ولذيذة!

تغيرت جدة عن السابق قليلًا.. وما آلم قلبي حقًّا؛ هو إغلاق فرع ملاهي تشيكي تشيز - صديق طفولتنا - وإزالة كل ما فيه، غدى مبنًى بالٍ لا معالم له.. عوض الله صاحبه، وأشعر بالحزن لأن أحد أحب الأماكن إلى قلوبنا منذ نعومة أظافرنا هو تشيكي تشيز المطل على الكرنيش؛ قد فنى.

اقتربت النادلة لتأخذ طلبي، صُدمت حين رأيتها.. كأنني سافرت خارج البلاد! رأيت مثل هذه المناظر.. لكن بقطعة عبائة مفتوحة - على الأقل - أو وشاح على الكتف - لتسكيت الناظرين - أو بأي شيء.. لكن بدون شيء؟ سأظل أستغرب هذا المنظر ما حييت.. حتى لو غدى - معاذ الله - مألوفًا، سأستنفر منه وأستغربه دائمًا ولن يكون عاديًّا..  هداها الله وجميع المسلمين. 

كنت أستعد لمقابلة شخصية في مدرسة الوطن.. بحثت في المواقع عن الأسئلة التي يسألونها للمعلمين عادة.. وجدت ثلاثة مواقع مفيدة فنقلتها إلى قارئي - الكندل - لأقرأ بروية وعين مرتاح، ثم أضفت ملاحظاتي الشخصية وأجوبتي الخاصة على الصفحات.. ما أروع تجربة الكندل! 

سأختم بقولي؛ كنت قبل فترة وجيزة قد قررت التغيير في بعض الأمور للأفضل، أشياء كانت تسبب لي الإزعاج والألم أردت أن أتعامل معها بطرقٍ أخرى أرقى وأفضل وتسعدني بدل أن تؤذيني، ومنها أنني قررت أنه إذا ما شعرت بضيقٍ أو نقصٍ في أحد الجوانب أو حاجة لشيء أفتقده، أدعو الله في سري من كل قلبي بما أريد في ذات اللحظة، واستغفر لينفرج ضيق صدري ويستجاب دعائي وأحوقل ( لا حول ولا قوة إلا بالله )، ثم أفوض الأمر إلى الله! وحينها.. لن يخذلني الله أبدًا.   

جربت تلك الطريقة، فانشرح صدري واستراح وأكملت وقتي وكأن شعورًا بالحزن لم يداهمني! عرفت فعلًا حينها.. أن السعيد هو من يربط حياته بالله في كل دقيقة يتنفس بها.


السبت، 8 مايو 2021

مذكرات ميلاد



منذ أن بدأت جائحة كورونا وأنا أتخبط في هالة سوداء لا أجد منها مخرجًا..

لعبت الجائحة في كل إعداداتي.. أصبحت نظرتي للحياة ضيقة.. عشت أشد المشاعر إيلامًا في هذه الفترة وجربت قسوة أيام لم أذق مثلها قط! كانت جائحة كورونا بمثابة شرنقة لا زلت أحاول الخروج منها ببطء.

في كل سنة كان لدي دفتر مذكرات أحب أن أكتب فيه مشاعري وأضع ذكرياتي وصورًا من أيامي.. أحببت أن أوثق كل شيء وأن ألمّ شتات عامي بين طيتي دفتر لطيف.. لكنني بعد أن علقت في شرنقة جائحة كورونا اعتزلت الكتابة.. اعتزلت دفاتري.. بل وحتى مدونتي.

تغير قلبي على أعز الناس علي.. لم يكن سهلًا أبدًا أن يتحول شعوري من الحب إلى الكره.. من الإنحياز إلى الضد.. ومن اللين إلى الجبروت! كل ذلك بعد جائحة كورونا فقط.. لم أستطع التحمل.. كانت قسوةً على قلبي.

بعد مرور العام أخذت أستوعب يومًا بعد يوم بأنني يجب أن أتوقف.. أن ألقي نظرة على ما فات وما يحدث.. نظرة جدية على حياتي، أيرضيني هذا الوضع؟؟ لماذا لا أشعر بالرضا وقد آتاني الله ما أحتاج إليه والمزيد؟ لماذا يتفطر قلبي من أشياء كنت لا ألقي لها بالًا.. لماذا تغيرت! لكنني أدركت أنني لم أتغير، أنا هي أنا.. بقناعاتي وأفكاري وأساليبي؛ إلا أنني رأيت من الحياة وجهًا آخر أظهر لي جانبًا جديدًا مني لم أعهده.. إذًا؛ فقد بدأت أفهم نفسي.

كنت دائمًا متصالحة مع ذاتي ومع حياتي وما يجري حولي.. وأعتقد أن للكتابة دورٌ كبيرٌ في هذا، كنت أكتب وأكتب ثم أجد حلولًا أو - على الأقل - أفهمني.. أفهم ما يجري حولي وما يخالج نفسي..ثم أتصالح معه.

يجب أن أعود.. وأن أخلق تغيُّرًا جديدًا بداخلي!

كانت أول خطوة لجأت إليها هي كثرة الدعاء والحوقلة والاستغفار.. كنا قد دخلنا إلى شهر رمضان المبارك وكثفت من دعواتي.. كانت هذه أول وأنجح خطوة.. حصل كل شيء بعدها سريعًا؛ ثم وجدت نفسي أشق جزءًا من شرنقتي بهدوء.. بهدوء مريح.

حدثني شيء ما بداخلي يقول: يجب أن تكتبي.. يجب أن تفرغي ما بداخلك ويجب أن تتحدثي مجددًا إلى الورق.. عودي إلى مرآتك الصادقة، عودي إلى الورق!

نزلت إلى مكتبة جرير أبحث عن دفتر جديد جميل ليكون " منفذي " وصديقي الجديد، ولكن للأسف خانتني جرير ولأول مرة! لم أجد ما لفتني فيها وكانت دفاتر عادية - على الأقل بنظري -، فعدت إلى المنزل أبحث في المواقع، أتقلب من نون إلى أمازون إلى متاجر إلكترونية صغيرة.. وأخيرًا وقع الدفتر بين يدي.

كانت صديقتي " صديقة الصباح " قد ألهمتني - كالعادة - باسم أكني به دفتري  الجديد وقد وقع حقًّا في قلبي:

" ميلاد "

فعلًا.. أحتاج إلى ميلاد جديد.. إلى صحوة.. إلى تغيير كبير! فأسميته ميلاد.

وما زاد شعوري لهفةً أنني طلبت طابعة صغيرة لطيفة - بدلًا من نقل الصور من هاتفي إلى الكمبيوتر المحمول ثم طباعتها في الطابعة الكبيرة - اختصرت مشواري.. صحيح أنها تطبع باللون الأبيض والأسود.. إلا أنها تفي بالغرض، وقد أحببتها! وستكون - بإذن الله - صديقة السفر والحضر هي ودفتري.

الكتابة علاج.. دواء سحري.. كمرآة زوجة أب سنوايت السحرية!

والآن أستطيع أن أقول: أهلًا بميلادي، أهلًا بمنفذي العزيز - كما استفتح فيه مذكراتي -، وأخيرًا.. أهلًا بي مجددًّا.