الجمعة، 15 مايو 2020

ماذا بين أبي وبين الله حتى اصطفاه؟ ❤


في هذه الأيام التي تشهد وباء كورونا ومن وراء الحجر أُغلقت جميع مساجد المملكة بلا استثناء ولم يبق الا الحرمين الشريفين.
حُرم الجميع وبكى المعلقة قلوبهم بالمساجد من الشيبان والرجال، وكان الأصعب والأشد من ذلك هو دخول رمضان المبارك بهذه الحال.. فلا تراويح ولا قيام ولا جمعة.
اكتفى الحرمين بصف واحد أو اثنين، بحيث أن جميع المصلين يعدّون على الأصابع! واختار الله أبي.
كان أبي من بين هذه الصفوف المنعّمة، يحضر التراويح وصلاة الجمعة وبعض الصلوات المتفرقة، حباك الله يا أبتي حظًّا عظيمًا! فما كانت خبيئتك؟ أو ما كان عملك حتى اصطفاك!
عهدت أبي مُذ عرفته بارًّا بوالديه، في كل الظروف وجميع الأوقات يلبي جميع الطلبات ولا يتذمر! كنت أسأل نفسي.. كيف يستطيع أبي أن لا يتضجر ولا يتعذر؟ أو لا يقابل الأذية بالبعد.. بل وأراه قد صبر حتى فوق طاقة البشر!
عهدت أبي كريمًا.. لا يحسب عطاء ماله بل يعطي وكأن ماله لا ينتهي! بارك الله له في ماله.. لم يضيّق علينا حتى في أحلك الظروف، وما أكثر الحكايات التي ترويها لنا أمي عن أبي فنزيد فخرًا.
عهدت أبي حسن التعامل.. طيّب القلب.. وإن لم يكن شاعريّ اللسان، لا يؤذي خلق الله.. ويشفع شفاعة حسنة، ويعطي ما يستطيع ولا يتمنن.
عهدت أبي لا يسمع الغناء.. لا يلهي وقته بالمسلسلات والأفلام.. وعهدته صبورًا لا تحطمه الأيام..
رفع الله قدرك يا أبي، فنعم الرجل أنت ونعم الأب.