الخميس، 21 أكتوبر 2021

صفحات الصباح ♡


وأخيرًا حلَّت الصباحات الباردة.. ذات الروائح الطيِّبة والنسمات المنعشة!
وبما أنني جالسة الآن في حديقة منزلنا الصغيرة.. تداعبني نسمات خفيفة وتنعشني زقزقة العصافير الصغيرة.. فإن مزاجي عالٍ لأحدثكم عن موضوعٍ جدُّ مفيد.
وعن صفحات الصباح سأتكلم.. فما هي صفحات الصباح؟

صفحات الصباح هي عبارة عن صفحتين أو ثلاثة تكتبها حين تستيقظ صباحًا.. مفتوحة المواضيع واسعة الآفاق تكتب فيها كل ما يجول في ذهنك.. وكأنك تفرّغ الماء من زجاجة حتى آخر قطرة!

كنت سابقًا - متأثرةً بأفلام الكرتون - أكتب مذكراتي ليلًا على إضاءة المصباح المجاور لسريري ثم أخلد إلى النوم، ولكنني كنت كثيرًا ما أُراكِم الأيام والذكريات لا أدوِّنُها بسبب نعاسي وتعبي في نهاية اليوم وخلودي سريعًا للنوم! فلم تكن تتوفر لي دائمًا الطاقة اللازمة للكتابة ليلًا؛ وخاصة في الآيام المليئة بالأحداث والفعاليات، ولكنني منذ أن بدأت بكتابة صفحات الصباح، أدركت أن هذه هي الطريقة الصحيحة لحفظ الذكريات والتعبير عن المشاعر.

أستيقظ الساعة السادسة فجرًا، أصلي الفجر وأحفظ القرآن ثم أخرج مفعمةً بالحيوية إلى حديقة المنزل ومعي كأسٌ من الماء الدافئ ودفترٌ ذو غلافٍ لطيف - اشتريته وخصصته لصفحات الصباح - وقلمٌ خاص بلونٍ أحبه.. أجلس وأشرَعُ بكتابة التاريخ واليوم ثم أسرد كل ما يجول في خاطري دون استثناء! أحداث الأمس.. أفكار أو حوارات داخلية.. "وصفات فطور" جربتها.. أو حتى تعليق على كتاب قرأته.. وربما فضفضة لما يضايقني أو يزعجني، لا يوجد حدٌّ لما أكتبه أبدًا.. وحقًّا؛ وجدت هذه الطريقة كالسحر! أوَّلًا لتثبيت كل أحداث الأمس بذهنٍ حاضرٍ صافٍ، ثم لتسجيل الأفكار والآراء والقناعات ( للرجوع إليها ومقارنة نفسي بها في المستقبل والاستفادة من خبراتي الخ.. )، وثالثًا للاستشفاء.. فكلُّ ما تفرغه على الورق سيبدأ بالانكماش بداخلك ثم بحكمتك الخفية - المهداة من الله - ستُلهَم بحلٍّ للموضوع وأنت تكتب، أو على الأقل ستعرف كيف يجب عليك أن تتعامل معه، أن تُحدِّث نفسك على الورق، يشبه كثيرًا أن تتحدث مع حكيم أو " طبيب نفسي "، جرّب وسترى!

دائمًا إذا كتبت عن عُقدة أو مشكلة أو تحدثت عنها؛ تنفرج ولو قليلًا.. وعن تجربة، اكتشفت أن الاعتراف بوجود المشكلة يشبه المشي نصف المسافة باتجاه الحل.
مقتبس من مدونة: قصاصات.

حين أستيقظ نشيطة فجرًا، تكون جميع الأفكار وأحداث الأمس حاضرة بذهني، وأكون متحمسة لتثبيتها؛ فأنا من الأشخاص الذين يقدسون الاحتفاظ بالذكريات وتدوينها ولديّ دفاتر مذكرات كثيرة مصحوبة بالصور! فأجلس كما ذكرت للكتابة حوالي النصف ساعة إلى 40 دقيقة أملأ صفحتين - طويلتين - وأحيانًا لا أشبع!

أستطيع بعد ذلك أن أستكمل يومي بكل خفة وراحة وصفاء نفس.. لا يكون قد بقي في صدري ضيق ولا كره لأحد، أو على الأقل يقل بنسبة 70% أو أكثر! صفحات الصباح سحر، بلسم، راحة، وحكمة.. تفكُّ العُقَدَ الكامنة بداخلك وتلملم شتات أفكارك.. وتعكس - كمرآة -لما بداخلك حتى تفهم نفسك وما حولك! هي أفضل شيء تبدأ به يومك بعد الصلاة وقراءة القرآن - التي هي بحد ذاتها سعادة -، أنصحك أن تبدأ بها منذ أن تقرأ هذه التدوينة، واسأل مجرّب ولا تسأل طبيب.

الجمعة، 15 أكتوبر 2021

هل تشعر بأن روحك ثقيلة؟

هناك ما يُسمى بالأمل..

الأمل، هو أن يكون منظورك للأمام مشرقًا.. الأمل ليس بخاطرٍ كاذب.. بل هو صادق كل الصدق، فلا يدوم لأحد على هذه الأرض حال، وكل مر سيمر.

يواسينا الأمل حين نكون واثقين كل الثقة بأن فرج الله قادم لا محالة، وبأن ظلام أيامنا سينجلي، ثم يُكشف الستار عن عوضٍ عظيمٍ لم نتخيل حتى حدوثه!

ثم لمَ اليأس؟ وأمامنا السعادة الأبدية، والراحة الغير منتهية، عالم تجد فيه كل ما تشتهي ولا تراودك فيه أدنى ذرة من حزن! عالم الأحلام الذي لا فيه عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر، أنت مسلم توحِّد الله؟ إذًا أنت في الجنة، اطرد الدنيا - القصيرة التي لن تظن أنك مكثت فيها غير ساعة يوم الحساب - عن قلبك وقم فاعمل لنفسك!

روحك الآن تحيا فلا تدع الألم يُنسيك هذا، يكفي أنك تعيش الآن ولست مكبَّلًا في قبرك تتحسر على ما ضيَّعت من عمرك! اعمل لدنياك واترك أثرًا لا يزول بزوالك، اعمل لكي تتفاوج عليك السعادة والبركات في وحدة قبرك! اعمل - طالما أنت واثق من قدوم ذلك اليوم -لأُنسك، فرصتك هنا الآن لا تضيعها؛ لأنك لن تعود.

كلُّ فردٍ أعطاه الله طاقات تختلف عن غيره، أنت لست محدودًا بعملٍ معيّن تقوم به، بل وسِّع الله لك الأرض بكل ما فيها، انظر فقط أين تستطيع أن تَبرُعَ لتترُك الأثر!

الأمل.. عبقٌ ينتشر في داخلك، يُرسل ذرّاتٍ من الأمان بالله وسعادة الحلم الجميل المُنتَظَر والرغبة في المُضِيّ وعدم التوقف، لأن الدنيا لا تتوقف على حدٍّ الا بـ "الموت" وكل ما دون ذلك - من ألم وفقد وضيق وحسرة - مصيره الزوال، وسيبدِّل الله محله السرور وأيامًا من حبُور والجزاء والأجر العظيم للصبور.

عش بالأمل.. بالإيمان بأن يومًا قريبًا قد خبَّأ الله لك فيه شيئًا لم تتوقعه، وبأن لطف الله ورحمته ستُهديك العِوَضَ الجميل، واشكر من الآن! لأن القادم أجمل لا محالة.. وامضِ وأكمل العمل، وأنت تنتظر الآتي بكل شوق.