الثلاثاء، 16 نوفمبر 2021

العقل الفارغ ودوامة الأفكار


❞ حين تسمح للفراغ بأن يقبع في عقلك..
تتسرب الأفكار الرديئة من كل صوب لتسد مواقعه.  
                                                                                                          دان عصام.

استرجع معي بعض الأوقات التي جلست فيها على الأريكة، أو على سريرك، تتخبط الأفكار السيئة والظنون السامة داخل رأسك، ليصل الألم بعد ذلك إلى قلبك من شدة التفكير وبغضه، إذًا.. كم مرة حصل معك هذا؟ وأنا أراهنك على أنه في كل مرة مررت فيها بهذا الأمر أنك كنت تواجه فراغًا عقيمًا.

دوامة الأفكار السيئة تراودنا فقط إذا سمحنا لـ " الشيطان " بأن يجالسنا، ويكون ذلك حين نكون فارغين عمليًّا وذهنيًّا، أو حين نكون مشغولين فقط بتفاهات الأمور؛ فإن تفكيرنا يقودنا إلى التفاهة كذلك، حيت تقتصر حياتنا على: الزيارات، اللعب، الأصدقاء، وسائل التواصل الاجتماعي، المكالمات والمحادثات، المقابلات والخرجات.. ستغدو أفكارنا تافهة بتفاهة حياتنا! وسنسمح لعقلنا أن يدمرنا عاطفيًّا وجسديًّا.

وجّه حياتك توجيهًا صحيحًا.. اقتل الفراغ باستغلال عمرك قبل أن تودّعه.. حياة الانجاز والعمل وتحقيق الأهداف ليست هي الحياة الصحيحة فقط؛ بس السعيدة أيضًا! أعرف الكثيرين ممن يجد في الفراغ منطقة لراحته، لكنه يجهل كم يدمّر حاله نفسيًّا، وكم ستقوده هذه الحياة الفارغة إلى ما لا تُحمد عقباه.. ستقتله الأفكار السيئة التي ستتزاحم مسببة فوضى عارمة داخله، سيحلّل المواقف وسيظن بهذه وذاك الظنون المؤلمة، سيتعلق بأشخاص، نعم! سيتعلق بأشخاص وتفاصيل بحيث لو تغير أحدهما سيكون هذا كفيلًا بكسر قلبه الهش، الذي بناه على الأساس الخاطئ؛ بسبب الخواء والفراغ.

❞ تبدأ الحياة في نهاية منطقة راحتك. 
                                     نيل دونالد وولش. 

 

أنقذ نفسك، أنقذ قلبك، وإن كنت مررت بمواقف مشابهة ولامسك المقال فلا تحزن على ما فات، نعيش لنتعلم، ونتعلم لنتحسّن، وما دمت تقرأ هذا الآن فأنت لا زلت حيًّا! إذًا لم يفت الأوان لتجعل حياتك أفضل.

قم واكتب حياتك ومستقبلك.. انهض واعقد العزم وخطّط ونفّذ واعمل، احم قلبك من أن يكون هشًّا.

الأربعاء، 3 نوفمبر 2021

أحزان صغيرة

جلستُ بجوارِ المِدفأة ثانيًا قدمَيّ مستندًا بذقني ويدَيّ علي ركبَتَيّ.. أراقب اشتعال النار واستمع مبتئسًا إلى احتراق لهيبها.

كنت قد أتيت لتوِّي من صالة استقبال الضيوف الأساسية.. لم أود أن يرى بقية أولاد أعمامي الحزن بعينيّ، ولا أن يهزأوا بي قائلين: إنك فتًى مدلّل! فأبكي أمامهم دون اختيار.

كنت أظن أن جدتي تفضلني وحدي.

أخذت ألتقط أي جُسَيِّمٍ صغيرٍ من على السجادة ( بقايا انشقاق ورق، حطب متناثر، شعر الخ.. ) وأرميه في النار المشتعلة..

كانت ليلة العيد باردة.. وكانت جدتي في كل عيد تحتضنني إلى صدرها وتقول: أنت حفيدي المفضل.. ظننت أن تلك الكلمة تخصني وحدي، وكنت أشعر بأنني المميز لديها دائمًا؛ حتى ظهر أنها قالت ذات الجملة لأليكسا وكيت وتوماس و... الجميع أعتقد!

حتى إنني من شدة حزني لم أتناول كعك العيد المُشكَّل الطّري.. ولم أشرب الشوكولاتة الساخنة.

وأظن أن صفحة مذكراتي الخاصة بالعيد لعامي التاسع ستبقى فارغة..

أو ربما سأكتب فيها: " كنت حزينًا فقط؛ من خيبتي الأولى ".