الجمعة، 15 أكتوبر 2021

هل تشعر بأن روحك ثقيلة؟

هناك ما يُسمى بالأمل..

الأمل، هو أن يكون منظورك للأمام مشرقًا.. الأمل ليس بخاطرٍ كاذب.. بل هو صادق كل الصدق، فلا يدوم لأحد على هذه الأرض حال، وكل مر سيمر.

يواسينا الأمل حين نكون واثقين كل الثقة بأن فرج الله قادم لا محالة، وبأن ظلام أيامنا سينجلي، ثم يُكشف الستار عن عوضٍ عظيمٍ لم نتخيل حتى حدوثه!

ثم لمَ اليأس؟ وأمامنا السعادة الأبدية، والراحة الغير منتهية، عالم تجد فيه كل ما تشتهي ولا تراودك فيه أدنى ذرة من حزن! عالم الأحلام الذي لا فيه عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر، أنت مسلم توحِّد الله؟ إذًا أنت في الجنة، اطرد الدنيا - القصيرة التي لن تظن أنك مكثت فيها غير ساعة يوم الحساب - عن قلبك وقم فاعمل لنفسك!

روحك الآن تحيا فلا تدع الألم يُنسيك هذا، يكفي أنك تعيش الآن ولست مكبَّلًا في قبرك تتحسر على ما ضيَّعت من عمرك! اعمل لدنياك واترك أثرًا لا يزول بزوالك، اعمل لكي تتفاوج عليك السعادة والبركات في وحدة قبرك! اعمل - طالما أنت واثق من قدوم ذلك اليوم -لأُنسك، فرصتك هنا الآن لا تضيعها؛ لأنك لن تعود.

كلُّ فردٍ أعطاه الله طاقات تختلف عن غيره، أنت لست محدودًا بعملٍ معيّن تقوم به، بل وسِّع الله لك الأرض بكل ما فيها، انظر فقط أين تستطيع أن تَبرُعَ لتترُك الأثر!

الأمل.. عبقٌ ينتشر في داخلك، يُرسل ذرّاتٍ من الأمان بالله وسعادة الحلم الجميل المُنتَظَر والرغبة في المُضِيّ وعدم التوقف، لأن الدنيا لا تتوقف على حدٍّ الا بـ "الموت" وكل ما دون ذلك - من ألم وفقد وضيق وحسرة - مصيره الزوال، وسيبدِّل الله محله السرور وأيامًا من حبُور والجزاء والأجر العظيم للصبور.

عش بالأمل.. بالإيمان بأن يومًا قريبًا قد خبَّأ الله لك فيه شيئًا لم تتوقعه، وبأن لطف الله ورحمته ستُهديك العِوَضَ الجميل، واشكر من الآن! لأن القادم أجمل لا محالة.. وامضِ وأكمل العمل، وأنت تنتظر الآتي بكل شوق.