الأربعاء، 25 نوفمبر 2020

سلامًا لصديقتي العزيزة.. ( رسالة بريدية إلى صديقتي )

    عدت ليلة الأمس ( في حوالي الثامنة مساءًا ) من رحلتي القصيرة والملهمة إلى ينبع.


مكثت هناك ثلاثة ليالٍ وأربعة أيام.. أستطيع أن أقول أنها كانت من أجمل ما حصل لي منذ بدأت جائحة كورونا - عافانا الله منها -.

انتعش قلبي وأزهر.. ارتوت نفسي وامتلأت بجرعة - كنت أحتاجها منذ زمن - من الإلهام والتحفيز والحب.. للحياة، ولأهدافي، ولله سبحانه، ولكل شيء.

لم أمتلئ بالمعنى الحرفي.. ولكنني أشبعت ما كنت أرجو.. صحيح! يجب أن أخبرك..
وجدت كتابًا أشبهني، أو كاتبة ربما! صحبني في سفري هذا كتابان، الأول وهو " كيمياء الصلاة " وقد أشعل روحي وبث فيّ روحانيةً الله أعلم بها.

وثانيهما وهو المقصود: " مذكرات فتاة ملتزمة " لـ " سيمون "، آه يا سيمون.. كم كانت رحلتي معك عذبة ولا تزال! لأول مرة يا صديقتي أتحاور مع رواية ( أو سيرة كما يصح ).. أعيد جملها بكثرة وأقتبس منها أعذب الاقتباسات.. كاتبتها تشبهني.. تشبه أفكاري ومسالكي ( أحببت استعمال هذه الكلمة التي بتُّ أقرأها وأسمعها كثيرًا في روايتي هذه ورواية " كبرياء وهوى " الرواية الصويتة التي أستمع إليها وأنا أجلي الصحون - والتي جعلتني أدمن وقت العمل لأجلها! -.

قبل أن أكمل.. أريدك أن تعلمي أنني وضعت قلبي في هذه الرسالة.. ولم أكتبها بجوارحي فقط! هذه الرسالة قد تكون تغييرًا لي ولك.. فنادرًا ما نجد الإلهام.. وأنا يا صديقتي العزيزة أود أن أهديه لك على طبقٍ من ذهب.. وأشعرك - ولو قليلًا - من الشعور الباهر الذي أحسست به من كل شيء ذكرته.

" سيمون " أو " شبيهتي " كانت تؤمن بالله.. ليس الإسلام بحد ذاته ولكن بالله.. كانت تختلي.. تتأمل.. تتضرع وتدعو وتذكره في كل آنٍ وحين - كما ذكرت -.. أحببت فيها روحانيتها العالية وإيمانها الصادق ( الذي صُعقت لاحقًا حين ذكرت أنها نزعته من صدرها وأصبحت لا تؤمن بشيء! على الأقل حتى الآن في الربع الأول من الكتاب )، نعم لم أكمل الكتاب بعد.. كل ذلك الالهام والاعجاب وقع فيَّ منذ الصفحات الأولى.. منذ رأيت كثرة مؤلفاتها وقوة كتاباتها وجمال أسلوبها ( لا شك في ذلك فهي فرنسية الأصل من مواليد 1908 م ).. ومن شهرتها وهدفها الذي حققته بجدارة! أتمنى وأأمل حقًّا أن تقرأي الكتاب.. بتمعن.. وهدوء.. اتمنى.

" سيمون " تشبهنا يا صديقتي.. تحب الكتابة كثيرًا.. تطلق العنان لقلمها.. ألّفت ما يقارب الـ 25 كتابًا في حياتها! وقد فكرت.. وبالرغم من أنها ليس مسلمة.. وهدفها لا يؤدي بها إلى الجنة؛ إلا أنها عملت به حتى وصلت وأصبح اسمها يذكر حتى الآن! فما ينقصنا؟ من إيصال رسالتنا.. من كتابة كتبنا كما أحببنا ووددنا.. من إلهام الناس وإسعادهم وجعل حب الله من أولوياتهم؟.

كانت سيمون تدافع عن النسوية.. أحسبك تعرفين النسوية؟ وهي حركة كانت تُعلي من قيمة المرأة، أو ( تحررها ) ربما بمعنى أصح.

حين كَتَبَت لها هدفًا - أدرجت الإقتباس في الأسفل - حققته.. حين تمنت شيئًا عملته.. لم تتوقف فقط على التمني! أو انتظار الوقت المناسب الذي لن يأتي.

عندما أقول انها تشبهني؛ فقد شابهتني في خمسة أشياء كحد أدنى حتى الآن: في خلوتها التي احبتها ولم تعتبرها " توحدًا " أبدًا.. وربما في تواضعها مع الجميع ( الذي أظهرته في حادثة ابنة عمها التي رفضت أن تبدأ السلام مع الخبازين فقط لأنها في طبقة أعلى منهم! وأرجو أن تقرأي الكتاب وحين تصلين إلى ذلك المقطع تذكريني ؛( ).. وفي حبها للكتابة.. وحبها الجم الجم للقراءة في كل وقت وحين.. وأخيرًا وليس آخرًا.. في كرهها - المبكر - أو عدم تقلبها لفكرة ( الزواج ) و ( الانجاب ) والرجال.. على الأقل لأنها تعتبره احتكارًا للمرأة واستعبادًا لها - وليس أنني أشبهها تمامًا بالمعنى الحرفي هنا.

لن أتوقف عند ذلك بل سأرسل إليك اقتباسات مصورة لبعض حديثها عن الكتابة وقد احببتها فاقرأيها:

Screenshot_٢٠٢٠١١٢٤_١٥١٢٢١.jpg
IMG_٢٠٢٠١١٢٤_١٥٠٨٣٩.jpg

صديقتي.. أتمنى أن تلهمك رسالتي وأن تجدي فيها شيئًا يشبع لهفتك.. وبالمناسبة! كيف حالك مع عزلتك؟ أكتبي لي كل ما تشعرين به من فضلك.. أفضي إلي بكل ما يحمله قلبك من كلمات ولنتشارك تفاصيلنا الحالمة معًا.. دائما 💙

بعض الصور لرحلتي الرائعة:
IMG_٢٠٢٠١١٢٠_٢١٥٤٠٩.jpg
IMG_20201121_064859.jpg
IMG_20201123_063124.jpg
IMG_20201123_063457.jpg
IMG_20201122_065914.jpg
IMG_20201122_151654.jpg
هنا اصطاد أبي هذا السلطعون 😂
IMG_20201123_062140.jpg

إلى هنا وأتركك في أمان الله.

كانت هذه رسالتي الموجهة إلى " صديقة الصباح " ظهيرة الأمس.. وقد أحببت الاحتفاظ بها ومشاركتها هنا.. وأرجو أن تلهمكم يا أصدقاء