الجمعة، 4 يونيو 2021

ليلة حالمة في الفندق

 


بعد انقطاع ثلاث سنوات عن المدينة القريبة إلى قلبي " جدة " عدنا لزيارتها بكل شوق..

لا أدري لماذا أفضِّل جدة بالذات، فليس البحر هو السبب! ولكن ارتباط طفولتنا بها جعلنا نتعلق بها بشدة، لها شعور خاص دائمًا في قلبي.

عندما حل الليل وعند قرابة الساعة العاشرة مساءًا.. نزلت إلى المقهى السفلي الراقي وسط الفندق الذي يشكِّل حرف U.. كان الهواء لطيفًا إلا أنه تشوبه رطوبة جدة المعتادة التي لا بد منها! اخترت الجلوس في مكانٍ مميز بكراسٍ مرتفعة ومعي عدتي بالطبع: روايتي الحاليَّة، الكندل، التاب وحمالته، الدفتر، أقلام حبر جاف ملونة، أقلام تحديد ملونة، وهاتفي بالطبع.

طلبت قهوة باردة لأنعش جسدي.. وجدت طعمها لذيذًا جدًّا ويبدو أنني سأعتمد شربها في كل مكان، اسمها " آيس سولتد كراميل "، منعشة كريمية حالية ولذيذة!

تغيرت جدة عن السابق قليلًا.. وما آلم قلبي حقًّا؛ هو إغلاق فرع ملاهي تشيكي تشيز - صديق طفولتنا - وإزالة كل ما فيه، غدى مبنًى بالٍ لا معالم له.. عوض الله صاحبه، وأشعر بالحزن لأن أحد أحب الأماكن إلى قلوبنا منذ نعومة أظافرنا هو تشيكي تشيز المطل على الكرنيش؛ قد فنى.

اقتربت النادلة لتأخذ طلبي، صُدمت حين رأيتها.. كأنني سافرت خارج البلاد! رأيت مثل هذه المناظر.. لكن بقطعة عبائة مفتوحة - على الأقل - أو وشاح على الكتف - لتسكيت الناظرين - أو بأي شيء.. لكن بدون شيء؟ سأظل أستغرب هذا المنظر ما حييت.. حتى لو غدى - معاذ الله - مألوفًا، سأستنفر منه وأستغربه دائمًا ولن يكون عاديًّا..  هداها الله وجميع المسلمين. 

كنت أستعد لمقابلة شخصية في مدرسة الوطن.. بحثت في المواقع عن الأسئلة التي يسألونها للمعلمين عادة.. وجدت ثلاثة مواقع مفيدة فنقلتها إلى قارئي - الكندل - لأقرأ بروية وعين مرتاح، ثم أضفت ملاحظاتي الشخصية وأجوبتي الخاصة على الصفحات.. ما أروع تجربة الكندل! 

سأختم بقولي؛ كنت قبل فترة وجيزة قد قررت التغيير في بعض الأمور للأفضل، أشياء كانت تسبب لي الإزعاج والألم أردت أن أتعامل معها بطرقٍ أخرى أرقى وأفضل وتسعدني بدل أن تؤذيني، ومنها أنني قررت أنه إذا ما شعرت بضيقٍ أو نقصٍ في أحد الجوانب أو حاجة لشيء أفتقده، أدعو الله في سري من كل قلبي بما أريد في ذات اللحظة، واستغفر لينفرج ضيق صدري ويستجاب دعائي وأحوقل ( لا حول ولا قوة إلا بالله )، ثم أفوض الأمر إلى الله! وحينها.. لن يخذلني الله أبدًا.   

جربت تلك الطريقة، فانشرح صدري واستراح وأكملت وقتي وكأن شعورًا بالحزن لم يداهمني! عرفت فعلًا حينها.. أن السعيد هو من يربط حياته بالله في كل دقيقة يتنفس بها.