الاثنين، 20 أبريل 2020

كعك مادلين


في بستانها البهيّ.. وداخل كوخها المتواضع.. اعتادت " مادلين " أن تصنع كعكاتها الطازجة بحب في منتصف الأسبوع لتوزعه على أهل قريتها الصغيرة.
كانت تسعد لسماع زقزقة العصافير الصادرة من نافذة مطبخها الواسعة.. واحتكاك الملعقة مع الإناء الخشبيَّين أثناء مزجها لخليط الكعك.
بيض.. طحين.. حليب.. كم لاندماجهما داخل الإناء صوت ناعم يطرب الآذان!
وحين توزّع المزيج في قالب مصفوفٍ بالتساوي، وتدخله إلى فرنها الصغير؛ تشرع بإعداد الكريمة وتقطيع الفراولة الحمراء التي قطفتها فجرًا من بستانها.. فكم سيسر أطفال القرية من جمال شكلها ناهيك عن طعم الكعكة الإسفنجي اللذيذ معها!
تخرجها من الفرن فتستنشق رائحتها الزكية.. ثم تبدأ بتزيينها برفق.. وحين تنتهي ترصّها في السلة الخشبية وتغطيها بقماش ناعم ذو نقوش لطيفة.. ثم ترتدي وشاحها وتكون جاهزة بذلك للخروج والشروع بتوزيع الكعك.
أسبوع فأسبوع.. لسنواتٍ طويلة، لا يفتر حماسها ولا شوقها لرؤية الصغار يتقافزون حولها بلهفة منتظرين دورهم..!
هكذا ببساطة تستشف " مادلين " سعادتها