الأحد، 24 أبريل 2022

سرّ قوتها..


اجتهدَت في العشر الأواخر..

كنت أحيانًا أجلس وأتأمل صلاتها دون أن تشعر، كانت صلاتُها السكينة.. تحرُّكاتها خفيفةٌ رقيقة ليست صلاة سباقٍ ونقر.. كانت حين تنزل للسجود تشعر وكأنها ورقة هابطة من خفّتها، وحين تصل للسلام وتولّي وجهها لليمين ألمح فيها لذةً وانكسارًا وانشراحًا في الوقت ذاته.. شيء لا أستطيع وصفه! ربّما هما الحب والخوف والرجاء، وقد نجحت بدمجهما في قلبها بإعجاز.

لم تحتج إلى دروسٍ تعلمني إياها لِتُحبّبني بالصلاة.. كانت مثلًا عظيمًا عميقًا أمامي.

بدأت أشعر مرةً بعد مرة بأن الصلاة هي قوّتها في الحياة، لم أرها منكسرة إلا في الصلاة وعند الدعاء! أما في أمور الدنيا؟ فهي دومًا ثابتة.

أريد أن أصلي..

هكذا حدّثت نفسي حين حَمِيَ بيَ الحماس والشوق لتقليد صلاتها ولإحساس شعورها..

أحضرتُ طقم سُجادتي ورداء صلاتي ومصحفي المغطى بقماشٍ مُزهّر، أدركت أنني كنت أهتم بـ " الشكليات " أكثر مما أهتم بعبادتي!

فرشت سجادتي بجانبها بهدوء كي لا أشتتها.. كبّرت مطيلةً التكبير ومتعمّقة بالإحساس به، بأن الله أكبر من كل شيء، من حياتي وهمومي وانشغالاتي ومتاعبي.. كبّرت مستندةً برُكن قوي، فشعرت لأول مرة أنني ولجت إلى عالمٍ آخر..

عالم الصلاة.

عاهدت نفسي على أن أكون مثلها.. هي أقرب صديقاتي إلى قلبي وأوثقهُن بيّ صلة.. رأيت سرّ قوتها..

السرّ الذي سأواجه به ما بقي من حياتي.


هناك تعليق واحد:

  1. عجزت حروفي عن التعبير عن كم الجمال الذي كتبته اناملك ♥️♥️

    ردحذف